* ربمـا لأن شهـر مـارس هــو شهـر المـرأة، ففيه اليـوم العالمى للمـرأة وفيـه عيــد الأم، الذى تغنى لــه فايــزة أحمـد "سـت الحبـايـب"، هــو ماجعل مجلس الوزراء فى مصر لايتدخـل فى التو واللحظة، لوقف قــرار وزيرة الصحـة، الدكتـورة هالـة زايد، ويمنع إقالة الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب!
* ربمـا كرامة لشهـر مارس، على طريقـة الأشهــر الحُرُم، حرّم مجلس الوزراء مناقشة الوزيرة فى أمر إقالتها للدكتور جمال شعبان فى ساعتها ومطالبتها بالعدول عن قرارها، على أساس أن شهر مارس شهر نسائى ومن حق المرأة، وزيرة كانت أو غير وزيرة، أن تفعل فى الرجل مايحلو لهـا، فالدكتــور جمـال شعبـان أحـد مرؤسيها، ولها الحق فى أن تشطفه أوتعصره، تطبقه أوتكويـه، مديرته وهى حُرة فيه!
* حتى وإن كانت الـ C V  الخاصــة بالدكتــور جمــال شعبــان مدير معهد القلب تقـول أنــه قضي علي قــوائـم الإنتظـار تماماً، وجعل العلاج مجانـا تماماً، ودون إنتظار قرارات العلاج علي نفقة الدولة، وأنه أعاد عمليات القلب المفتوح للأطفال بعد توقف سنوات، وأمر بتركيب الدعامات الذكيـة لمن يحتاجـونها ومجاناً، وأنه نزل بقائمة الإنتظار إلى الصفر، وأنه ألغى القسم الفندقى لصالح عمليات القسم المجاني، وأنه وأنه وأنه!
* فخبرتـه على العين والراس، وخدماتـه أيضا على العين والراس، لكن كلمـة الوزيــرة لايمكن أن تنزل الأرض (مع إن كلمـة عبدالفتاح القصرى نزلت)!!
* فإذا كان الوزراء عندنا لايمشون على الأرض، فكيف ينزل كلام وزيرة الأرض، ثــــم إن الأطبــــاء عندنــــا على قفـــا من يشيـــل، وفى جميـع التخصصات، قلب وكبـد ومـخ وطحـال وممبـار؟!
* فمصر لن تمرض أو يتوقف قلبهــا بإقالة مديــر معهد القلب، قد يقـول قائل: هو كلـه ضرب ضرب، مافيش شخط أو زعيق، أو يسـأل سائـل: ألـم يكن جديرا بالوزيــرة أن تقـوم بالتوجيه، نقول لهم أن التوجيه مهنة تقتصر على المعلمين، وأن من يشغلها يسمى موجّها، أما الطب فجراحات وإستئصال وبتر!
* فمــا حدث من وزيــرة الصحة الدكتــورة هالــه زايــد مع الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب، ربما إقتضت المهنة (وقتها) أن تقـوم الوزيرة بالبتـر، فـإذا كان البتر قد جاء عن طريق الخطــأ، فكم من الأطباء قاموا بإجراء عمليات بتر بطريق الخطأ؟!
---------------------
بقلم: بهاء الدين حسن